حقيقة عودة ماهر الاسد للساحل السوري

بين شائعات الفلول وآمال الثورة
مع سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024، دخلت سوريا مرحلةً تاريخيةً تحاول فيها تجاوز إرث نصف قرن من القمع والدمار. لكنّ الفضاء الإلكتروني شهد مؤخرًا تداول أخبارٍ مُلفَّقة تُشير إلى عودة **ماهر الأسد**، شقيق الطاغية بشار الأسد وقائد الفرقة الرابعة المُدرَّعة، إلى الساحل السوري مع عناصر من قواته . هذه الشائعات، التي نَفَتْها مصادر سورية رسمية وناشطون، ليست سوى محاولة من فلول النظام البائد لزرع الفوضى واستغلال حالة الانتقال الهشَّة. لكنّها تفتح الباب أمام تسليط الضوء على جرائم العائلة الحاكمة، التي لا تزال تُلقي بظلالها على الحاضر والمستقبل.
الفصل الأول: شائعة العودة... تفنيدٌ واستغلال
1. تفاصيل الشائعة وأهدافها الخبيثة
انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي ادعاءاتٌ تفيد بعودة ماهر الأسد، المُتهم دوليًا بجرائم حرب، إلى الساحل السوري بدعمٍ من "الفرقة الرابعة" وقوات أمنية موالية.
2. فلول النظام: إستراتيجية إحياء الشبح
تُعتبر هذه الشائعات جزءًا من حملةٍ مُمنهجة تقودها عناصر موالية للنظام السابق، مثل **عمر رحمون**، المسؤول السابق في ما كان يُعرف بـ"المصالحة الوطنية"، والذي اختفى عن الأنظار بعد سقوط النظام . هذه المحاولات تهدف إلى إحياء الرمزية الدموية لعائلة الأسد، خاصةً مع فرار ماهر إلى روسيا بعد اڼهيار النظام، كما تُشير تقارير إعلامية .
الفصل الثاني: جرائم العائلة الحاكمة... إرثٌ من الډماء
1. حافظ الأسد(المقبور): مهندس الدولة البوليسية
لم تبدأ جرائم الأسد مع بشار، بل كانت امتدادًا لإرث والده **حافظ الأسد**، الذي حكم سوريا بقبضةٍ حديدية منذ 1971. اشتهر نظامه بمجازر ۏحشية، أبرزها مجزرة **حماة 1982**، التي ذُبِح فيها عشرات الآلاف من المدنيين لقمع انتفاضة الإخوان المسلمين . هذه السياسة القمعية وضعت أساسًا لدولةٍ بوليسيةٍ اعتمدت على الأجهزة الأمنية والميليشيات الطائفية، مثل "الشبيحة"، التي لعب ماهر دورًا رئيسيًا في قيادتها .
2. بشار الأسد: من "ربيع دمشق" إلى الچحيم
عندما تولى بشار الحكم عام 2000، حاول تقديم نفسه كـ"مُصلح"، لكنّ فترة "ربيع دمشق" القصيرة انتهت بإحكام القبضة الأمنية، بدعمٍ من أخيه ماهر، الذي ضغط لإنهاء أي انفتاح . ومع اندلاع الثورة السورية عام 2011، تحوّل النظام إلى آلة قتل: من استخدام الأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية إلى حصار المدن وتجويعها، مثل مَدينتيْ حلب ودرعا. وقد وَثَّقت منظمات حقوقية دور **الفرقة الرابعة** تحت قيادة ماهر في تنفيذ عمليات الإبادة، بما في ذلك إطلاق الڼار على المتظاهرين العُزّل في درعا وحمص .
3. ماهر الأسد(الجحش الوسطاني): سيف النظام المسلول
يُوصَف ماهرالهارب بأنه "العقل العسكري" للنظام، حيث قاد الفرقة الرابعة، التي كانت تُعتبر "العمود الفقري" لقمع الثورة. بالإضافة إلى جرائم الحړب، ارتبط اسمه بشبكة دولية لتهريب المخډرات، خاصة مادة الكبتاغون، التي حوَّلَها إلى مصدر تمويلٍ رئيسي للنظام . كما تُشير تقارير أممية إلى تورطه في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري عام 2005 .